中国作家网>> 新闻 >> 作家动态 >> 正文

张者:文学与社会发展

http://www.chinawriter.com.cn 2014年06月11日14:24 来源:中国作家网 张者

  各位文学界的朋友们:

  我演讲的题目是“文学与社会发展”。

  中国社会正在飞速发展,改革开放取得很大的成果,人们的生活水平得到了极大的改善,中国人已经开始步入小康社会。中国广大的乡村有8亿农民正扑向城市,中国城镇化进程正在加快。中国文学的发展也不甘落后,以描写城镇生活为背景的城市文学在中国开始迅猛发展。在中国发展的进程中,反应最快的艺术形式是中国的电影和电视剧,而纯文学的反应反而慢了半拍,当然,这种慢是需要的,这是纯文学的本质决定的,纯文学的写作需要沉淀。

  中国城市文学的发展一直落后与乡土文学,这是因为中国是一个农业国家,在中国的13亿人中至少有8亿是农民。中国当代作家大部分出身农民,在中国最杰出的作家也都是农民出身,他们现在是中国文学的主力,比方莫言,贾平凹等。基本上每一个中国作家都尝试写出过自己的乡土。中国作家其实都是在乡土文学中锻炼成长起来的。

  然而,这一切已经现在开始改变了,中国正在进行城镇化,中国文学也在转型,用文学反映中国从乡村向城市的转型,成为中国当代文学作品的主要内容。有中国评论家还把其中一部分命名为“打工文学”。可见,真正的乡土文学在中国文学的发展中开始萎缩,以80后为代表的新一代作家,他们没有乡土经验,基本上抛弃了乡土,他们的写作题材完全是以城市为背景的。

  可见,文学是社会生活的反应。一个时代的社会生活,构成了这个时代文学的基本内容。在原始社会,人们只能以简单的方式生产劳动,那时的人们幻想着征服自然,所以就产生了神话故事。随着社会的发展,文学艺术也不断的发展,在中国古代就产生了《诗经》,《诗经》广泛地反映了那个时期的社会生活。唐朝是中国封建社会的鼎盛时期,也是文学取得极高成就的时期。盛唐时期在政治、经济、文化等各方面都繁荣昌盛,政治开明,思想开放,社会稳定,人口增加,经济繁荣,各民族之间联系密切,国际交往频繁。生活在这个环境中的知识分子,大多具有积极进取、追求功名、建功立业的理想抱负,所以有了“开元全盛日”、“天宝承平时”的诗句。

  欧洲也一样,在原始社会时期,也产生了神话。国家的产生,战争的出现,便产生了希腊史诗、戏剧。黑暗的中世纪后,就有了文艺复兴。

  文学虽然随着社会的发展而发展的,但是,社会发展对文学的决定作用,往往是通过政治来实现的。这是因为政治是经济的集中表现,各种意识形态都以政治为中心,互相影响,互相联系。因而,文学也经常受到政治直接、重大而又深刻的影响。在一定条件下,政治可以促进文学的发展和繁荣,也可以限制、阻碍文学的成长和进步。例如在中国的秦朝,秦始皇推行文化专制主义,制定了“有谁偶敢语诗、书者,弃市”的法令,结果严重得阻碍了文学的发展。而唐代实行了以诗赋取仕的制度,结果就促进了文学的繁荣。由此可见,政治对文学起着重大的影响。文学不能脱离政治的另一个原因,在于作家在社会中也不能脱离政治,不能作社会的旁观者,他个人的意识里必定带有政治色彩。在他观察、认识、评价社会生活时,这种政治意识就会起作用。不管是自觉还是不自觉,他们的作品总会表现出一定的政治倾向。由此可见,文学是不能脱离政治而孤立存在的。 

  这样看来,文学不但与政治有着密切关系,与哲学、道德、宗教也有着十分密切的关系。  哲学作为研究人的世界观的学说,它直接影响着文学的创作活动和文学思想。作家怎样认识生活、观察生活、表现生活,都离不开世界观的指导,也就离不开哲学思想的指导。 

  在中国,有儒、释、道的哲学思想,儒家的思想要入仕,所谓“正身、修身、齐家、治国、平天下”为此产生了大量的文学作品,杜甫的“致君尧舜”的志愿和“忧民爱物”的态度是一个代表。儒家思想发展到今天,在中国还有存在着大量的官场文学和所谓的主旋律文学。

  当不了官,失意了怎么办,就转为道家了,李白的“排圣贤、鄙权贵”的思想又是一个代表。淡泊名利,寄情山水,也就有了后来的陶渊明。“采菊东篱下,悠然见南山。山气日夕佳,飞鸟相与还。” 在南山那美好的黄昏景色中,“落霞与孤鹜齐飞,秋水共长天一色”。正是诗人摆脱了官场束缚,悠然自在的写照。诗人在这里悟出了自然界和人生的真谛。人生不应该只追求名利,不应该被官场的龌龊玷污了自己的自然天性,而应该回到自然中去,去欣赏大自然的无限清新和勃勃生机。这是中国文人在官场上受了气,最好的心理安慰。闲情逸致的文学在中国文学中占了很大的比例,不过,这可能最接近文学的本质。

  一时寄情山水还可以,要是永远寄情山水可能让一个人在孤独中绝望,人毕竟是社会的人。不过,绝望了也没关系,在中国的哲学中还有个释家。寄希望于来世,这就是修来世,中国有六道轮回,总有一个轮回我能过上幸福的生活。在这个方面也出现了大量的文学作品。中国有大量的民间故事,讲的就是来世。当然,来世确实无处把握,那就反观过去,用现代关照过去,这其实还是一种来世观念。所以中国当代就出现了穿越文学。在当代受气绝望,就幻想着抱着一挺机关枪,穿越到冷兵器的时代,你这时是最厉害的,任何人都不是你的对手。用文学满足了自己渴望强大的心理需求。

  除了哲学以外,道德也对文学也有很大影响。道德是人的行为准则,善和恶,正义和非正义,诚实和虚伪等行为标准都属于道德的范畴。作家选择题材,表达主题,塑造形象,都会受到一定道德观念的支配。在我国封建社会时期,“三纲五常”、“忠孝节义”等,是最重要的道德规范,因此那个时期的大量文学作品都宣扬这种观念。比如《琵琶记》、《儿女英雄传》、《三侠五义》等,所歌颂的孝女节妇、忠臣义士,就是这种道德观念的体现。

  当然,文学也有猛烈抨击封建礼教,宣扬新的道德理想的作用,这对于破除旧的道德规范,树立新的道德风尚,起了巨大的作用。例如“五四”时期,鲁迅等许多作家的作品就起到过这种作用。

  宗教也对文学的发展产生着至关重要的作用。宗教对文学的影响非常大,有时候宗教控制文学,阻碍文学的发展。例如,在欧洲中世纪,基督教统治一切,垄断一切,严禁世俗文学的存在。因此,宗教统治造成了欧洲中世纪文学的荒芜,到了文艺复兴运动兴起之后,文学才冲破教会的束缚。在中国也一样,宗教对历史上许多作家都产生过影响,并进而影响到文学的思想内容、艺术风格和文学思潮。王维早年的诗风是意气风发,雄浑有力的,比方《少年行》。但在退隐奉佛后,王维的诗风改变了。“一悟寂为乐,此生闲有馀。思归何必深,身世犹空虚。”佛教宣扬看破红尘,跟绝尘念。王维信佛以后的诗,也就出现了淡远闲静的风格。王维诗风的这种变化,显然与佛教思想的影响有关系。当然,文学也在不断揭露和批判宗教的伪善、欺骗和罪恶,唤醒人们,削弱了宗教的影响。比方薄伽丘的《十日谈》。

  从以上的探究中我们可以发现,文学并不是孤立存在的,它与其它意识形态发生着错综复杂的联系,这种种联系,造成了文学本身的复杂性。文学是以经济为基础的,同时政治、哲学、道德、宗教又深刻地影响着它。而这一切都是社会生活的方方面面,刘勰在《文心雕龙》中有这样一句话:“文变染乎世情,兴废系乎时序”,这句话阐释了文学发展的外部原因,将文学的变化与社会的风俗、政治的兴衰联系起来。《乐记》中也说:“治世之音安以乐,其政和;乱世之音怨以怒,其政乖;乱世之音哀以思,其民困。”这句话就很好地阐释出了文学文艺与社会发展的关系。

  我们首先承认社会发展对文学发展的作用,但是,当我们从文学独特的艺术价值上来辨别文学的成就时,就会发现某些特殊的文学现象与社会的发展关系不大。文学作为一种历史现象它是随社会发展而发展的,文学作为一种艺术它又不一定受到社会发展的影响,某些文学形式的突出成就与社会发展不一致。某些不发达的时代比发达的时代的文学具有更高的艺术价值。譬如,古希腊神话是神话发展的高峰,它为人类提供了不可多得的审美价值,它表现出了非凡的想象力,但当社会进一步发展了,神话却渐渐地衰微了。中国的唐诗宋词创造了格律诗的高峰,尽管唐宋以后的社会进一步发展了,但诗人们所留下的格律诗却很难与前者相提并论。所以,王国维就说:“谓文学后不如前,余未敢信。但就一体论,则此说固无以易也。”这就是说经济的发展,社会的进步并不一定带来文学艺术的发展和繁荣,相反,在某些特殊的时期,社会和经济的发展倒成了一种文学形式繁荣的消极因素,我们得出这种结果,是用文学超然的普遍审美价值来评估的。

  从文学发展的多种原因看,它的繁荣并不一定发生在相对高度发展的社会时代。社会的发展的主要标志是物质发展水平,这是文学发展的最终原因,但文学繁荣的原因是多元的,政治、哲学、宗教、道德、社会心理、时代风尚和艺术传统等对其有影响。

  神话这种不可多得的艺术形式,只能在经济水平低下、社会原始的条件才会产生和繁荣,因为神话里所体现的人的强大直觉力和想象力是经济不发达,认识处于蒙昧状态的条件下才会出现的。

  中国的“康乾盛世”并没有带来文学的相应繁荣,其直接的原因是由于政治对文学的恐怖性限制。18世纪的德国,其物质生产的水平远不如英法等国,但却出现了以莱辛、歌德和席勒为代表的德国文学的繁荣局面,德国这个时期产生的“狂飙突进运动”的文学,构成了当时欧洲文学的主潮。这与德国文化中的哲学反思传统,与德国人的理性精神和自由理想的社会心理都是有着密切关系的。19世纪的俄国经济水平同样是远远落后欧洲各国的,但却产生了普希金、果戈理、屠格涅夫、陀斯妥也夫斯基、托尔斯泰、契诃夫等大作家,他们以其非凡而出色的创作,造就了俄国文学的高度繁荣。这种繁荣明显处于欧洲文学的领先地位。这说明物质生产的相对发达未必带来文学艺术的繁荣,相对落后的经济水平下文学又未必会不兴旺。

  总而言之,文学是随社会的发展而发展的,但在某些特殊的历史阶段,文学的繁荣与社会的发展是不一致的。这是因为文学发展的动力不单是靠物质发展水平,就文学这种特殊的现象而言,我们很容易发现文学的繁荣和社会发展不是百分之百同步的。文学没有国界,文学是一种独特的艺术,文学是全人类共同的财富,这就是文学的魅力所在,这也是中国当代能产生莫言等文学大师的原因。

  如今,社会正处于一个多元化的时代。网络技术开辟了社会发展的新纪元。在未来,网络对文学的发展将起到前所未有的重大作用。所谓的网络文学不是真正意义上的文学,文学的网络化却将极大地促进文学的交流和发展,这才是我们最需要的。

  谢谢大家!

  2014年5月

附:阿语

الأدب وتطور المجتمع             

جانغجه

الأصدقاءالأدباء:

الموضوعالذي سأتحدث عنه هو "الأدب وتطور المجتمع"

إنالمجتمع الصيني يتطور بسرعة، وسياسة الانفتاح الصينية قد حققت نتائج ملموسة، وقد تغيرمستوي معيشة الناس بشكل هائل، وخطت الصين خطوات تجاه تكوين مجتمع مُكتفٍ. يتجه حوالي8 ملايين شخص من أرياف الصين الواسعة إلى المدن، كما أن عملية تحديث الريف في اضطرادسريع. وتطور الأدب الصيني لا يتخلف عن هذا التطور، فالأدب الذي يتخذ من المدينة خلفيةله يتطور باضطراد مع تطور المجتمع. وخلال عملية تطور الصين، فإن أكثر الفنون التي لقيتإقبالاً سريعا كانت الأفلام والمسلسلات، أما الأدب الخالص فقد تراجع الإقبال عليه إلىالنصف، وبالطبع، فإن هذا التباطؤ ضروري، وهذا هو ما يقتضيه جوهر الأدب الخالص، فإن إبداع الأدب الخالص يحتاج إلى بعض التراكم。

وكانأدب المدينة الصيني متخلفاً دائماً عن أدب مسقط الرأس (الريف)، ويرجع السبب في ذلكإلى كون الصين دولة صناعية، فيوجد من بين مليار وثلاثمائة مليون شخص في الصين 800 مليون

منالأرياف. وأغلب الكتاب الصينيين المعاصرين والبارزين من الأرياف  ، ويعتبرون الآن المحرك الأساسي للأدب الصيني، مثلمويان، جيا بينغ وا وغيرهما. وبشكل أساسي فكل كاتب صيني قد جرب الكتابة عن مسقط رأسهمن قبل. وفي الحقيقة فإن الكتاب الصينيين قد طورا وصقلوا مهارتهم عن طريق أدب مسقطالرأس。

إلاأن ذلك الأمر بدأ يتغير الآن، فالصين بدأت عملية تحديث الريف، وبدأ الأدب الصيني يتغيرأيضاً، فاستخدام الأدب لعكس حياة المدينة بدلاً من الريف، أصبح من أهم موضوعات الأعمال الإبداعية للأدب الصيني المعاصر.وقد أطلق أحد النقاد الصينيين على ذلك اسم "أدب العمل". وهكذا يتضح، أن أدبمسقط الرأس قد بدأ يذوي عبر مسيرة تطور الأدب الصيني، وكتاب ما بعد الثمانينات الجددلا يمتلكون خبرة العيش في الريف، وتخلوا بشكل أساسي عن مسقط الرأس، واتخذت أعمالهمالإبداعية بالكامل المدينة كخلفية لها。

ويبدو جلياً، أن الأدب هو نتاج الحياة في المجتمع. فالحياةالاجتماعية في عصر ما، تشكل مواضيع الأعمال الأدبية لهذا العصر. في المجتمع البدائي،كان الناس يعتمدون على أبسط الوسائل للعمل، وكان الناس في ذلك المجتمع يفكرون في كيفيةقهر الطبيعة، وبذلك تولدت الأساطير. وقد تطور الأدب باضطراد تبعاً لتطور المجتمع، وفيالصين قديماً ظهر (كتاب الأغاني)، وهذا الكتاب عكس بشكل واسع الحياة الاجتماعية فيذلك العصر. وعصر مملكة تانغ يُعدُّ أكثر العصور التي كان فيه المجتمع الإقطاعي الصينيفي أوج عظمته ومجده، وهو العصر الذي حقق فيه الأدب الصيني أعلى نجاحاته. كان عصر مملكةتانغ مزدهراً من حيث السياسة، الاقتصاد، والثقافة، وغيرها من المجالات، كانت السياسةمستنيرة، والفكر متفتحاً، والمجتمع مستقراً، والسكان في ازدياد، والاقتصاد منتعشاً،والعلاقات وثيقة بين القوميات جميعها، والعلاقات الدولية وطيدة. وكان معظم المثقفينالذين عاشوا في تلك البيئة، يمتلكون روح التقدم الإيجابية، ويسعون إلى الشهرة، ويمتلكونطموحاً لبناء أحلامهم، ولهذا وجد بيت الشعر "عهد كاي يوان عهد العزة والرخاء"،"عهد تيان باو عهد الأمن والاستقرار"。

كانت أوروبا على الشكل ذاته، ظهرت الأساطير في مجتمعها البدائي.فبناء الدول، واندلاع الحروب، أنتجا الملاحم اليونانية والأوبرا. وبعد العصور الوسطىالمظلمة، كانت النهضة الأدبية。

وعلى الرغم من أن الأدب يتطور تبعاً لتطور المجتمع، إلا أنإسهامات الأدب التي يقررها تطور المجتمع، تتحقق دائماً من خلال السياسة. وذلك لأن السياسةهي التعبير الممركز للاقتصاد، وجميع الأيديولوجيات تتخذ من السياسة مستنداً لها، يؤثركل منهما على الآخر، ويتصل كل منهما بالآخر. ولذلك، فإن الأدب دائماً ما يتأثر تأثراًعميقاً ومباشراً وكبيراً بالسياسة. وتحت شروط محددة، يمكن للسياسة أن تدفع بتطور الأدبوازدهاره، ويمكن أن تعيق وتحدد نمو الأدب وتقدمه. مثال على ذلك في عصر مملكة تشنغ فيالصين، فرض الإمبراطور سياسة الاستبداد الثفافي،ووضع قانون "من يتجرأ ويقرأ شعراً، أو كتاباً، فسينفى خارج المدينة"، وكانتالنتيجة أن مسيرة الأدب أعيقت بشكل كبير. أما نظام الامتحان الإمبراطوري لاختبار موهبةالشعراء الذي وِضع في عصر مملكة تانغ، فقد كانت نتائجه ازدهار الأدب. من هنا يبدو واضحاً،أن تأثير السياسة على الأدب كبير. وأحد الأسباب الأخرى التي لا يمكن للأدب أن ينفصلعن السياسة، هو أن الكتاب لا يمكنهم في حياتهم ضمن المجتمع أن ينفصلوا عن السياسة،فلا يمكنك أن تصبح متفرجاً في المجتمع، فيجب على الوعي الفردي أن يمتلك صبغة سياسية.فأثناء ملاحظته، وإدراكه، وتقييمه للحياة الاجتماعية، سيفيده هذا الوعي السياسي. وسواءأكانوا منتبهين أم غير منتبهين، فإن أعمالهم دائماً ما سيظهر فيها بالتأكيد نزعة سياسية.وهنا يبدو واضحاً، أن الأدب لا يمكن أن ينفصل عن السياسة ويحيا بمعزل عنها. 

ولهذا، فإن الأدب ليس متصلاً بالسياسة اتصالاً وثيقاً فحسب،بل متصل بالفلسفة، والأخلاق والدين اتصالاً قوياً. يقول علم الفلسفة والذي يعتبر علمالبحث في رؤية الإنسان للعالم، أنه يؤثر تأثيراً مباشراً على حركة الإبداعات الأدبيةوالفكر الأدبي. فيكف يدرك الكاتب الحياة، وكيف يلاحظها، وكيف يعبر عنها، كل ذلك لاينفصل عن النظر إلى العالم، ولا ينفصل عن توجيه الفكر الفلسفي أيضاً. 

وفي الصين، توجد الكونفوشية، والبوذية والطاوية ذات الفكرالفلسفي، فالكونفوشية تقتضي الدخول في الطبقة السياسية، وما يسمى بـ "النقدالذاتي، تهذيب النفس، تنظيم الأسرة، إدارة شئون البلاد، خلق عالم مزدهروسلمي" قد أنتج العديد من الأعمال الإبداعية، ورغبة الشاعر (دو فو) في (مساعدةالامبراطور ياو شون) وسلوكه الذي يتمثل في "الاهتمام بالناس وحبالمخلوقات" هي مثال بارز على ذلك. والكونفوشية مازلت ممتدة إلى الآن، ومازال فيالصين أعمال تنتمي إلى أدب طبقة الموظفين وما يسمى الأدب السائد。

إذا فشلت في أن تكون موظفاً، فتحول إلى المذهب الطاوي، وفكرلي باي في "اتباع الحكماء والفضلاء، ازدراء أصحاب الجاه والنفوذ" مثال بارزعلى ذلك. عدم السعي إلى الشهرة، والوقوع في حب الطبيعة، قد منح لنا بعد ذلك الشاعر(تاو يوان مينغ). "حينما كنت أقطف أزهار الأقحوان من ناحية السياج الشرقي،رفعت عيني لأرى جبل نان شان. وقت الغروب جميلاً يسدل أشعته على الجبل، والطيورترفرف بأجنحتها"، في وقت الغروب الجميل على جبل نان شان، "تلاشى وهجالغروب وطارت البطة الوحيدة، وأصبح ماء الخريف والسماء بلون واحد". لقد تخلى الشاعرعن قيود طبقة الموظفين، وبدأ يكتب وهو مرتاح البال. والشاعر هناك يدرك المعنى الحقيقيللطبيعة وحياة الإنسان. فيجب ألا يسعى الإنسان في حياته إلى الشهرة فقط، وأن يدنس فطرتهبأقذار طبقة الموظفين، بل يجب عليه أن يعود إلى الطبيعة، ويتمتع بما فيها من صفاء ونشاط.هذه هي المواساة النفسية للمثقفين الذين اضطهدوا من قبل طبقة الموظفين. فالأدب الذيكتب بتلك الطريقة له نماذج عديدة في الأدب الصيني، غير أنه وعلى الأرجح النوع الذييقترب من جوهر الأدب. 

أن تقع في حب الطبيعة بين حين وآخر فهذا أمر جيد، أما الوقوعفي حبها على الدوام فيمكن أن يجعل الإنسان يشعر باليأس في وحدته، فالإنسان كائن اجتماعيفي الأصل. ولكن، لا بأس بأن تكون يائساً، ففي الحكمة الصينية يوجد المذهب البوذي. ويأملهذا المذهب في حياة بعد الموت، يصلح فيها الإنسان حياته، وفي المذهب البوذي الصينييوجد ستة أشكال من التناسخ، ودائماً ما يوجد شكل فيها يمنحك حياة سعيدة. وفي هذا المجالظهرت أعمال إبداعية كثيرة. هناك الكثير من القصص الشعبية الصينية، وكلها تحكي عن الحياةبعد الموت. وبالطبع، فأنت لا يمكنك أن تتمكن من هذه الحياة، إذاً فلتسترجع الماضي،وتستخدم الأساليب الحديثة في الاهتمام به. وهذا في الحقيقة نوع من مفهوم الحياة بعدالموت. ولهذا ظهر أدب (التداعي) في الأدب الصيني المعاصر. فعندما تشعر باليأس في الوقتالحاضر، تخيل أنك تحمل بندقية، وتعود بها إلى عصر الأسلحة البيضاء، فهذا الوقت سيكونلا مثيل لك، ولن يستطيع أحد أن يواجهك. استخدم الأدب في إشباع رغباتك النفسية。

إلى جانب الفلسفة، فإن الأخلاق تلعب دوراً مهماً في التأثيرعلى الأدب. الأخلاق هي قواعد سلوك الشخص، الجيد والسيء، الصحيح والخاطئ، الصادق والمنافقوغيرها من معايير السلوك التي تنتمي إلى الأخلاق. فعندما يختار الكاتب موضوع عمله،ويعبر عن الفكرة الرئيسية، ويرسم الشخصيات، كل ذلك تسيطر عليه المفاهيم الأخلاقية.وفي عصر المجتمع الإقطاعي، كانت (الأركان الثلاثة والمكارم الأزلية الخمسة) و(الوصاياالأربعة) وغيرهما، من أبرز المفاهيم الأخلاقية، ولهذا فكل الأعمال الإبداعية التي ظهرتفي هذه الفترة كانت تروج لتلك المفاهيم. مثل "قصة البيبا" (العود الصيني)،(السيرة البطولية للشباب)، (ثلاثة فرسان وخمسة أشخاص صالحين)، فـ "الابنةالبارة ومنع زواج الأرملة"، و"موالاة المدافع عن الحق"، كانا تجسيداًلتلك المفاهيم الأخلاقية。

وبالطبع، فقد انتقد الأدب الأعراف الإقطاعية، ودعا إلى تعزيزالدور لمفاهيم أخلاقية مثالية، وقد ساهم ذلك بشكل كبير في التخلص من المفاهيم الأخلاقيةالقديمة، وبناء عادات أخلاقية جديدة. مثال على ذلك فترة "حركة الرابع من مايو"،فقد عززت أعمال لوشون وغيره من الكتاب هذا الدور。

يؤثر الدين تأثيراً مهماً على تطور الأدب. إن تأثير الدينعلى الأدب كبير، ففي بعض الأحيان يمكن أن يتحكم الدين في الأدب، ويعيق مسيرة تطوره.مثال على ذلك، عندما حكمت الديانة المسيحية أوروبا في العصور الوسطى، واحتكرت كل شيء،وحظرت وجود الأدب العلماني. ولهذا، فإن الحكم الديني قد أفقر الأدب في أوروبا خلالالعصور الوسطى، إلى أن تفجرت النهضة الثقافية، حينها تخلص الأدب من قيود الكنيسة. وقدأثر الدين في الصين أيضاً في كثير من الكتاب عبر التاريخ، كما أنه أثر في محتوى الفكرالأدبي، والشكل الأدبي والتيارات الأدبية. كان النمط الشعري لـ وانغ ويي في أيامه الأولىيفيض حماسة ونشاطاً، قوياً جزلاً، مثل (رحلة الصبي). لكن ما أن دخل الديانة البوذية،حتى تغير نمط شعره. "أدركت أن في الوحدة سعادة، وأن هذه الحياة فارغة. هل يجبأن أفكر في الماضي بعمق، هذا الجسد وهذه الحياة وهمية". فالبوذية تدعو إلى كشفزيف العالم الفاني، والتخلي عن الحياة الدنيا. 

فبعد أن اعتنق وانغ وي الديانة البوذية، ظهر نوع من الاطمئنان والراحة في نمطهالشعري. ومن الواضح أن هذا التغير كان بفضل تأثير التفكير البوذي. وبالطبع، فإن الأدبأيضاً قد كشف وانتقد زيف وخداع وشر الأديان، ونبه الناس، وأضعف من تأثير الدين. مثالعلى ذلك جيوفاني بوكاتشيو (ديكاميرون)。

ومن خلال هذا البحث الدقيق نكتشف، أن الأدب ليس منعزلاً بذاته،بل هناك علاقة متشابكة ومعقدة بينه وبين الأيديولوجيات الأخرى، وهذه العلاقة هي مايشكل السمة المعقدة للأدب. يتخذ الأدب من الاقتصاد قاعدة له، وتؤثر عليه السياسة، الفلسفة،والأخلاق والدين في الوقت نفسه تأثيراً عميقاً. وهذا بدوره يشكل جميع نواحي الحياةالاجتماعية. في كتاب ليو شي (العقل الأدبي ونحت التنانين) يوجد جملة كالآتي: (يتأثرالأدب بتغير المجتمع، ويتغير شكله حسب تقلبات العصر والمجتمع)، هذه الجملة تعرض سبباًخارجياً لتطور الأدب، وتصل تغير الأدب، بعادات المجتمع وتقلبات السياسة. وفي (كتابالموسيقى) ورد الآتي: "إذا أردت أن تنشد الراحة والسلام من الموسيقى، يجب أنيكون المجتمع منسجماً ومتناغماً، أما إذا كانت الموسيقى صاخبة، فيستخلف الناسويضطرب المجتمع، حتى يصل إلى درجة ينهار فيها". وهذه الجملة توضح بشكل جيد العلاقةبين الأدب والفنون وتطور المجتمع。

لقد اعترفنا أولاً بالدور الذي يقوم به تطور المجتمع في تطورالأدب، ولكن، عندما نقوم بالتمييز بين إنجازات الأدب من الناحية الفنية الاستثنائية،فسنكتشف أنه لا علاقة بين بعض الظواهر الأدبية الخاصة وبين تقدم المجتمع. يعتبر الأدبنوعاً من الظواهر التاريخية وهو يتقدم تبعاً لتقدم المجتمع، ويعتبر الأدب نوعاً منالفنون وليس بالضرورة أن يتأثر بتطور المجتمع، فبعض إنجازات الأدب البارزة لا علاقةلها بتقدم المجتمع. فهناك بعض العصور التي ظهر فيها أدب ذو قيمة عالية على الرغم منأنها لم تكن عصوراً متقدمة. مثال على ذلك، الأساطير اليونانية هي ذروة تقدم الأساطير،وقد قدمت للبشرية قيماً جمالية نادرة، وجسدت مخيلة غير عادية، لكن ما أن بدأ المجتمعفي التقدم، حتى اختفت تلك الأساطير شيئاً فشيئاً. ويعتبر شعر أسرة تانغ وموشحات أسرةسونغ في الصين ذروة الشعر الذي نشأ في الصين، وعلى الرغم من أن تطور المجتمع من بعدأسرة تانغ، إلا أن الشعر الذي خلفه الشعراء حينها من الصعب وضعه على قدم من المساواةمع غيره. ولهذا، قال وانغ قوه وي: "لا أستطيع تصديق أن ما يُسمى بالأدب الحديث لا يضاهى الأدب القديم، ولكنبشكل عام، هذا القول ليس ثابتاً ويمكن تغييره"، وهذا يعني تطور الاقتصاد، فتطورالمجتمع لا يعني بالضرورة تطور وازدهار الأدب والفنون، بل على العكس، ففي بعض العصور،كان تطور المجتمع والاقتصاد من أحد العوامل السلبية التي أثرت في تطور الشكل الأدبي،وحتى نصل إلى تلك النتيجة، يجب أن نحكم من خلال القيمة الجمالية المتفردة للأدب.   

ومن حيث الأسباب المختلفة لتطور الأدب، فإنه ليس بالضرورةأن يزدهر في مقابل تطور المجتمع في ما. إن العلامة المميزة الرئيسية لتقدم المجتمعهي ارتفاع مستوى المعيشة، وهذا هو السبب الأخير لتقدم الأدب، إلا أن أسباب تقدمه متعددة،وتتأثر بالسياسة، والفلسفة، والدين، والأخلاق، وعلم النفس الاجتماعي، وعادات العصروالفنون التقليدية وغيرها。

إن الأساطير هذا الشكل الفني النادر، ظهر وازدهر تحت ظروفاقتصادية متدنية وفي مجمتع بدائي، ذلك لأن كل الأشخاص الأقوياء ذوي المخيلة والبديهةالذين جسدتهم الأساطير، ظهروا في ظروف اقتصادية سيئة، وفي مستوى من الإدراك يصلإلى الجهل。

لم يسهم (العصر الذهبي لحكم الامبراطورين كانغ شي وتشيانلونغ في عصر أسرة تشينغ) في ازدهار الأدب، وكان السبب المباشر في ذلك هو القيود السياسيةالمرعبة. كان مستوى المعيشة في ألمانيا في القرن الثامن عشر لا يمكن مقارنته ببريطانياوفرنسا وغيرها من الدول، إلا أنه ظهر كتاب مثل إفرايم ليسينغ، غوته، فريدريش شيلر،يمثلون وضعا أدبياً مزدهراً في ألمانيا. والأدب الذي ظهر في ألمانيا أثناء (حركةالعاصفة والاندفاع الأدبية) قد شكل التيار الأدبي الأساسي في أوروبا في ذلك الوقت.وهذا يتصل اتصالاً وثيقاً بين الانعكاس التقليدي للفلسفة في الثقافة الألمانية، وبينالفكر المنطقي للألمان وبين العقلية المجتمعية الحرة المثالية. في القرن التاسع عشركانت روسيا متخلفة أكثر بكثير من الدول الأوربية، لكن ظهر فيها كتاب مثل بوشكين، غوغول،إيفان تورغينيف، فيودور دوستويفسكي، تولستوي، تشيخوف، وقد ساهمت أعمالهم البارزة والعظيمةفي ازدهار الأدب في روسيا. وهذا التقدم يقع في منزلة أعلى من تقدم الأدب في أوروبا.وهذا يوضح أن ارتفاع مستوى المادة ليس بالضرورة أن يقابله تقدم في الأدب، وعلى العكس،فإن الأحوال الاقتصادية المتردية لا تؤثر بالضرورة في الأدب بشكل سلبي وتعيق ازدهاره。

وباختصار، فإن الأدب يتقدم تبعاً لتقدم المجتمع، ولكن فيبعض المراحل التاريخية الاستثنائية، يكون ازدهار الأدب لا يتماشى مع تطور المجتمع.وذلك لأن القوة المحركة للأدب لا تعتمد على تحسن مستوى المعيشة فقط، وبالنسبة للأدبهذه الظاهرة الخاصة، فيمكننا أن ندرك بسهولة أن ازدهاره لا يكون متزامناً مع تطور المجتمعبنسة مائة في المائة. ليس للأدب حدود دولة، الأدب هو فن استثنائي، الأدب هو ثروة البشريةالمشتركة، هنا يكمن السحر فيه، وهذا هو السبب في وجود كاتب كبير كـ مويان وغيره فيالأدب الصيني المعاصر。

وإلى الآن، ما يزال المجتمع يقع في عصر متعدد ومتنوع. ولقدبدأت الشبكة الإلكترونية عصراً جديداً لتطور المجتمع. وفي المستقبل، سيؤدي الإنترنتدوراً كبيراً لم نشهده من قبل في تطور الأدب. وما يسمى بالأدب الالكتروني هو ليس أدباًبالمعنى الحقيقي، إلا أنه يساعد بشكل كبير على التبادل الأدبي وتطوره، وهذا هو ما نحتاجه。

شكراً للحضور الكرام!

5 مايو 2014

 

网友评论

留言板 电话:010-65389115 关闭

专 题

网上期刊社

博 客

网络工作室