中国作家网>> 新闻 >> 作家动态 >> 正文

曾清生:文学与社会发展

http://www.chinawriter.com.cn 2014年06月11日14:23 来源:中国作家网 江子

  一百多年前,准确地说是1902年2月,一名叫周树人的21岁的中国青年,怀着当时的知识青年惯有的报国之心,离开他的家乡浙江绍兴,远赴日本留学。在进入东京弘文学院学习两年日语之后,他进入了仙台医学专门学校学习西医,成为了这所学校唯一的外国留学生,同时也是仙台唯一的中国留学生。他之所以选择西医专业,据说是因为他的父亲周伯宜三十来岁时患了一种水肿症状的疾病,中国的医生用各种在他看来古怪的药丸汤剂治疗三年,花了无数的钱却最终撒手人寰。此事给予姓周的后生很大的刺激,他希望出国学习与中国医术完全不同的西医,来疗救更多像他父亲一样患病却在中医治疗下无法痊愈的中国人。据后来担任过他的人体解剖学的讲师藤野严九郎回忆,周树人听说日语的能力一般,成绩平平。但即使这样,如果不出意外,他完全可以熬到毕业拿到文凭,回到中国应聘到某所西医医院里做一名体面的医生,以自己的医术为国家服务,在对无数同胞的病体施救中心满意足地终老一生。

  这样的人生当然无懈可击。可是后来这名后生并没有走上从医的道路。据很多年后他回忆,在日本读书时的一天,在学校组织的一部日俄战争的纪录电影片里,他看到了众多的“体格强壮”的中国人,面对日本人将中国同胞当做俄国间谍处死的场景,淡然围观,神情麻木。这件事对他的刺激远远超过父亲的死亡,他猛然感到中国的问题并不在于身体的疾病,乃是在于精神的委顿,可再好的医术也只能医治人的身体,而对人的精神完全束手无策。他知道了,要救中国国民于水火,要让中国强大,首先需要医治的并不是肌体,而是精神。

  在仙台一年后,周树人毅然放弃了对西医的学习,离开了仙台回到东京,开始尝试从事另一门崭新的、合乎他的理想的职业。这门职业叫做文学。它远比医学要更玄妙,更依赖天赋和学养,操作起来几乎无迹可寻,成才的风险也要大得多,甚至是否能够糊口也不得而知。可是这位叫周树人的年轻人已经认定了这条路。他一意孤行,他义无反顾。

  周树人先是于1907年筹办一种叫做《新生》的杂志,可因经费原因杂志并没有出刊。他和他的二弟只好另起炉灶,企图以翻译了部分东欧和俄国的短篇小说来卖钱,可惜最初的销量只有数十册。困窘之余他选择了回国从教以先挣一份薪水养活自己,然后利用业余时间来写作。直到1918年他的努力才收到了明显的效果,他在他参与主编的《新青年》杂志上发表了第一篇小说《狂人日记》,借着一个疯子的口吻来抨击中国家族制度和旧礼教给人带来的禁锢与迫害。从那以后他的文学之路才开始变得畅达起来。

  在之后的日子里,他陆续发表了大量的小说,杂文和论文,出版了一本又一本书;他建立起了莽原社、未名社等多个青年文学组织,创办新的文学杂志,引导许多有才华的青年人加入到写作的队伍之中;他发起成立了全国性的作家进步组织中国左翼作家联盟,并且担任了左联的领导。在近二十年的时间里,他创作了近千万字的文学作品,至今为止被译成英、日、俄、西、法、德、阿拉伯、世界语等50 多种文字在全世界传播,成为中国在世界上影响最为广泛的作家。

  这个姓周的年轻人,就是后来被中国人尊称为民族魂的鲁迅先生。今天我在这里讲述他的故事,并不是为了激励更多的人去为自己的理想奋斗,而是为了探讨文学与社会发展的关系问题。接下来我要继续讲,鲁迅一生的文学努力,改变了中国的什么?

  综合关于鲁迅的种种研究,鲁迅的文学意义在于:他深刻揭露了二十世纪二三十年代与人民为敌的政治势力的面目;他积极支持为了民族尊严和人民解放的斗争;他尖锐揭示了中国人身上存在的国民劣根性,倡导以理性精神开启民智;他坚持文艺为人生的道路,对底层的民众给予深深的同情,深信“惟新兴的无产者才有将来”;他用如椽巨笔,承担起“启蒙”与“救亡”的双重历史责任。

  鲁迅改变了中国。他以一己之力,通过阿Q、夏瑜、孔乙己、眉间尺等文学形象的塑造,通过大量如匕首如投枪的杂文,鼓舞了无数的仁人志士为中国的独立、自由、民主、平等、富强而奋斗,让当时的无数普通的中国人,迸发出了新的精神能量,义无返顾地参加到救国的队伍中。他领引着人们去发现中国,改造中国。他改变了中国的文化基因,中国自从有了鲁迅,就好像一家机器植入了具有强大功能的芯片,与原来的中国不一样了。接受鲁迅思想教育的人们,从此就有了独立的人格和怀疑的精神,有了成为现代人的可能。弘扬鲁迅精神的中国,从此有了新的灵魂,新的衡量尺度和视野。人们普遍认为,鲁迅是苦难深重、罪孽深重的中国历史给中国人民的伟大馈赠。作为中华民族的伟大魂灵,鲁迅用一生的文学、文化实践与实绩,昭示了具有现代意识的中国知识分子反对封建专制传统,反对国内外压迫,争取人的解放和民族的解放的历史方向,为中国和世界留下了一份丰厚的具有永久魅力与价值的精神遗产。1940年,中国政治领袖毛泽东在他的作品《新民主主义论》中如此高度褒扬鲁迅对于中国的意义:“鲁迅是中国文化革命的主将,他不但是伟大的文学家,而且是伟大的思想家和伟大的革命家。鲁迅的骨头是最硬的,他没有丝毫的奴颜和媚骨,这是殖民地半殖民地人民最可宝贵的性格。鲁迅是在文化战线上,代表全民族的大多数,向着敌人冲锋陷阵的最正确、最勇敢、最坚决、最忠实、最热忱的空前的民族英雄。鲁迅的方向,就是中华民族新文化的方向。”

  从1936年鲁迅去世至今,近八十年代过去了。今天的世界,与八十多年前鲁迅在世时候的世界,已经大不相同,今天的中国,已经远远不是过去落后的软弱的任人宰割一盘散沙的旧中国了,而是一个独立自主的、正在全面建设小康社会的、发展中的现代国家。可即使这样,鲁迅在当今中国依然是一个极其强大的存在。至今他的作品全集,几乎成为所有图书馆里必备的藏书。对他的研究,在中国的大学、学术机构里从来没有停止过。他的文章,被大面积地选入中学和大学的语文课本中。如果教材编写机构要调整其中的篇什,必将承担引起全国性批评的风险。中国作家协会设立的每四年一次的全国性权威奖项,就以鲁迅为名,其辖下的一个全国文学培训机构,叫做鲁迅文学院,至今为止有一千多名有才华的中青年作家都在那里接受过培训。

  他在当今中国社会的影响远远不仅仅在文学界。他的许多话语,依然经常出现在报纸和杂志中,特别是遭遇了不良事件,人们总是愿意引用他的观点、角度来反思。“救救孩子!”“横眉能对千夫指,俯首甘为孺子牛”,“地上本没有路,走的人多了,也便成了路”,等等这些著名的句子,被知识分子所广泛引用,同时也是中国国家话语体系中重要部件。

  经过近百年的演变,鲁迅这个词已经远不仅仅是一个人的名字,而是对一种精神、传统的代名词。鲁迅这个词意味着批判,反抗,觉醒,启蒙和救亡,意味着对真理的一往无前的探索精神,意味着夜晚的灯盏,与黑暗决裂,却要去照亮无数的向往光明的人的路。或许,鲁迅就是那条供无数人探索真理、奔向未来的道路本身。是的,他说过,地上本没有路,走的人多了,也变成了路。

  近百年来,沿袭鲁迅开辟的文学传统,无数中国作家以鲁迅提出的“将旧社会的病根暴露出来,催人留心,设法加以疗治”为文学使命,不遗余力地创造出了许多反映中国在现代化进程中的复杂现实、表达对国民性的思考的文学作品。获2012年诺贝尔文学奖的莫言的小说《酒国》《生死疲劳》《蛙》,陈忠实的《白鹿原》,余华的《活着》《许三观卖血记》等等,便都是这样的作品,都是鲁迅这棵传统的树上结下的果实。那些在以鲁迅的名字命名的国家文学院接受过培训的一千多名中青年作家,也大都是鲁迅传统的继承者。他们创作的许多作品里,无不回荡着鲁迅的呐喊,响起鲁迅式的逼问。

  是的,文学带给社会的,不是患病的身体的施救,战争中的枪炮,饥饿年代里的粮食,外贸中的外汇收入,现代都市里的高楼大厦,而是民族心灵的塑造,国民心智的启迪。文学,给孱弱者以力量,给邪恶者以警示,给愚昧者开智慧,给心恸者以疗治,让绝望者有希望。文学从构建个体精神开始,然后逐渐领引着更多的人。文学引发人们关于人性和现实的思考,从而左右着这个国家的精神方向和文化意识。伟大的文学家鲁迅被尊称为民族魂,正是对文学作用于社会发展的最高肯定。

  在中国国家话语体系中,包括文学在内的文艺,被比拟为民族精神的火炬,人民奋进的号角。这是两个不错的比喻,火炬驱赶黑暗照亮未来,号角唤醒民智催人奋进。鲁迅的文字,以及鲁迅之后的许多作家的文字,就是这样作用于社会的火炬和号角。所以中国有句老话,说那些通过文学创作引发人们严肃思考的作家,是整个社会的良心。

  我的演讲完了,谢谢大家。

附:阿语

  الأدب وتطور المجتمع

  جيانغ تزه

  قبل مائة عام، وتحديداً في شهر فبراير من عام 1902، خرجشاب عمره 21 عاماً يُدعى (جوو شو رن) من مسقط رأسه في مدينة شاوشينغ بمقاطعة جه جيانغ،حاملاً معه ما كان يعرفه الشباب حينذاك عن حب وفداء الوطن، متجهاً إلى اليابانللدراسة. بعد أن درس اللغة اليابانية لمدة عامين في كلية (هيروفومي) للآداب فيطوكيو، دخل كلية سينداي للطب لدراسة الطب الغربي، وأصبح الطالب الأجنبي الوحيد فيتلك الكلية، والطالب الصيني الوحيد في سينداي. ويقال إن سبب اختياره دراسة الطبالغربي، أن والده (جوو بوا إي) قد أصابه داء الاستسقاء وهو في الثلاثين من عمره،وقد جرب أطباء الصين لمدة ثلاث سنوات مختلف أنواع الأدوية لعلاجه، وأنفقت عائلتهأموالاً طائلة، لكنه في النهاية فارق الحياة. وقد أعطى هذا الأمر حافزاً كبيراًللشاب جوو، وتمنى أن يسافر إلى الخارج ليدرس الطب الغربي الذي يختلف تماماً عنالطب الصيني، ويعالج الصينيين المصابين بالأمراض التي لم يستطع الطب الصيني أنيعالجها كما حدث مع والده. واستناداً إلى مذكرات أستاذ تشريح الإنسان آنذاك فوجينوإيوا كورو، فإن مستواه في اللغة اليابانية من حيث المحادثة والاستماع كان متوسطاً،ودرجاته مقبولة. لكن حتى ولو ظل مستواه هكذا، وإذا لم يحدث أي أمر يؤثر عليه،يمكنه أن يتخرج ويحصل على شهادة، ويعود إلى الصين ويتقدم للعمل في إحدى ممستشفياتالطب الغربي، ويخدم وطنه بما يمتلكه من مهارة طبية، ويقضى بقية عمره راضياً بالعملفي أحد مراكز علاج الأمراض。

  حياة كتلك الحياة لا عيب فيها. إلا أن هذا الشاب لم يسلكمسلك الطب في حياته بعد ذلك. يذكر بعد سنوات كثيرة، أنه في أحد أيام دراسته في اليابان،شاهد فيلماً وثائقياً عرضته الكلية حول الحرب الروسية اليابانية، ورأى فيه العديد منالصينيين "أقوياء البنية"، يواجهون موقف اليابان التي جعلت الصين تعمل جاسوساًلروسيا ببرود وبمعنويات هامدة. هذا الأمر أثر فيه بقوة تفوق وفاة والده، وشعر فجأةبأن مشكلة الصين لا تكمن في أمراض الجسد، بل تكمن في المعنويات المثبطة، والمهاراتالطبية الجيدة يمكنها أن تعالج جسد الشخص، إلا أنها تقف عاجزة أمام معنوياته. أدرك،أنه إذا أردنا أن ننقذ الأمة الصينية من البؤس والشقاء، وأن نجعل الصين قوية، فما يجبمعالجته أولاً ليس الجسد، بل الروح。

  وبعد عام قضاه في سينداي ، تخلى جوو شو رن بحزم عن دراسةالطب الغربي، وغادرها متجهاً إلى طوكيو، محاولاً أن يجرب الاشتغال بمهنة جديدة ومناسبةتلائم ما يحلم به. هذه المهنة تدعى الأدب. وهي مهنة أكثر غموضاً من الطب، وتعتمد علىالموهبة والممارسة، والاشتغال بها لا يمكن تتبعه، ومخاطرها أكثر بكثير، حتى أنه لميكن متأكداً من أن هذه المهنة ستكفي لسد رمقه أم لا. ولكن هذا الشخص الذي يدعى تشوشو قد اختار بالفعل هذا الطريق، متشبثاً برأيه ومصراً عليه。

  في البداية استعد جوو شو رن في عام 1907 لإنشاء مجلة (الحياةالجديدة)، لكن بسبب مشكلة تتعلق بالنفقات فإنها لم تصدر. فاضطر أن يبدأ من الصفرهو وأخوه، وجربا أن يترجما بعضاً من الروايات القصيرة  من أدب روسيا وأوروبا الشرقية ليحصلا على بعض المال،لكن للأسف لم تُبَع إلا بضع نسخ من عملهما الاول. وفي هذه الظروف الصعبة اختار أن يعودإلى الصين ويشتغل بالتعليم ويحصل على مرتب يعيشه به، بعدها يستغل وقت فراغه في الكتابة.وفي عام 1918 جنى ثمار عمله الدؤؤب، فقد شارك في رئاسة تحرير مجلة (الشباب الجديد)ونشر قصته الأولى (مذكرات مجنون)، وهي تهاجم نظام الأسر الصينية والأعراف القديمة التيتضطهد الناس وتقيد حرياتهم عبر أحد المجانين. ومنذ ذلك الحين بدأ طريقه الأدبي يسيربسلاسة。

  بعد ذلك، نشر بالتتابع الكثير من الروايات، والنصوص النثريةوالأبحاث، ونشر كتاباً تلو الآخر، وأنشأ العديد من المجموعات الأدبية الشابة مثل (مانغيوان) و(ويي يوان)، وأسس مجلة أدبية جديدة، مناشداً العديد من الشباب ذوي الموهبة بالانضمامإلى جيش الكتابة، وقد دعا إلى تأسيس منظمة تقدمية للكتاب الصينيين عرفت باسم راطبةالكتاب اليساريين، وأصبح رئيسها. وخلال ما يقارب العشرين عاماً، كتب أعمالاً أدبيةقاربت مليون كلمة، وترجمت أعماله إلى اللغات الإنجليزية، اليابانية، الروسية، الأسبانية،الفرنسية، الألمانية، العربية، وغيرها من 50 لغة من لغات العالم، وأصبح الكاتب الصينيالأكثر تأثيراً وشهرة في العالم。

  هذا الشاب الذي يدعى جوو شو رن، هو السيد لوشيون الذي أعطاهالصينيون لقب روح الأمة احتراماً وتقديراً له. وأنا أحكي قصته اليوم، لا لأحفز المزيدمن الناس للسعي وراء أحلامهم، ولكن لكي أبحث موضوع العلاقة بين الأدب وتطور المجتمع.وسأكمل حديثي، عن ما هي التغييرات التي أحدثتها الجهود الأدبية التي قام بها لو شونطوال حياته في الصين؟

  وبتلخيص جميع الأبحاث حول لوشيون، فإن مغزى أدبه يكمن في:أنه كَشف بعمق عن وجه القوة السياسية التي كانت عدوة للناس طول عشرينات وثلاثينات القرنالعشرين، ودعم بحماسة الكفاح من أجل كرامة وتحرير الأمة، وأظهر بعمق العادات السيئةالراسخة الجذور لدى الشعب الصيني، ونادى بتنوير عقول الأمة من خلال الفكر المنطقي،وتشبث بالأدب كطريق للحياة، وتعاطف مع الطبقات الدنيا من الناس، وكانت رسالته"وحده البروليتاري هو مَن له مستقبل"، كان ذا موهبة أدبية استثنائية، وقدحمل على عاتقه المسئوليتين التاريختين اللتين تتمثلا في "التنوير" و"إنقاذالأمة"。

  لقد غيَّر لوشيون الصين. وبنفس القوة الأدبية، ومن خلال العديدمن رسم الشخصيات كما في (آه كيو)، (شيايو)، (كونغ يي جي)، (مي جيان تشي) وغيرها، والكثيرمن المقالات، شجع العديد من أصحاب الهمم العظيمة على الكفاح من أجل استقلال الصين،وحريتها، ومن أجل الديموقراطية، والعدل، والقوة، وجعل الناس في ذلك العصر، يفجرون طاقةروحية جديدة،  وينضمون إلى جيش إنقاذ البلادبعزم وإصرار. لقد قادهم إلى اكتشاف الصين، وتغييرها. لقد ساهم في تغيير الجينات الثقافيةللصين، ومنذ أن حظيت الصين بـ لوشيون، أصبحت مثل آلة وضعت بها شريحة لإنتاج طاقة عالية،وتغيرت الصين عن السابق تماماً. ومن تقبل فكر لوشيون من الناس المتعلمين، أصبح لديهمشخصيتهم المستقلة وروح التساؤل، وإمكانية تحولهم إلى أشخاصٍ عصريين. إن الصين التيارتفعت بروح لوشيون، أصبحت لها روحٌ جديدة، ومقدار جديد للتوازن وأفقٌ للرؤية.يعتقد الناس، أن لوشيون هو أعظم هدية أهداها التاريخ البائس الملئ بالخطيئة إلى الأمةالصينية. وباعتباره الروح العظيمة للأمة الصينية، فقد استخدم لوشيون أدبه، وممارستهوتطبيقه للثقافة، ليظهر أن المثقفين الصينيين الذي يمتلكون معرفة حديثة يعارضون تقاليدالنظام الإقطاعي، ويعارضون الاضطهاد الداخلي والخارجي، ويكافحون من أجل تحرير الإنسانومن أجل المسار التاريخي لتحرير الأمة، وبهذا ترك إرثاً فكرياً غنياً وثميناً وسيظلساحراً إلى الأبد. في عام 1940، أثنى القائد السياسي ماوتسي تونغ في كتابه (نظريةالديموقراطية الجديدة) على أهمية ومكانة لوشيون في الصين قائلاً: "لوشيون هو القائدالرئيسي للثورة الثقافية الصينية، وهو ليس أدبياً عظيماً فقط، بل هو مفكر وثوري عظيمأيضاً. إن عظام لوشيون هي الأصلب، وهو ليس متملقاً ولا ذليلاً على الإطلاق، وهذه هيالأخلاق الثمينة للشعوب المستعمرة وشبه المستعمرة". كان لوشيون يمثل أغلب الأمةالصينية على الجبهة الأمامية للثورة الثقافية، وكان بطلاً قومياً انقض على العدو بكلشجاعة وإصرار وإخلاص وحماسة لا مثيل لها. الاتجاه الذي يسير فيه لوشيون ، هو الاتجاهالذي ستسير عليه الثورة الثقافية الصينية الجديدة"。

  مرت ثمانون عاماً منذ وفاة لوشيون عام 1936 إلى الآن. والعالمالآن مختلف تماماً عما كان قبل ثمانين عاماً أيام لوشيون ، الصين اليوم، ليست الصينالقديمة التي كانت متخلفة ويمكن لأي أحد أن يتعدى عليها ويفرقها، بل هي دولة حديثةمستقلة حرة، وتبني مجتمعاً مكتفياً متقدماً. لكن على الرغم من تقدمها، فإن لوشيون مازال يمتلك حضوراً قوياً في الصين اليوم. وأصبحت أعماله اليوم من الكتب الضرورية المحفوظةفي المكتبات. ولم تتوقف الجامعات الصينية ومراكز الأبحاث عن دراسة لوشيون. واختير الكثيرمن مقالاته ليدخل مناهج المرحلة الثانوية والجامعات. وإذا قامت إدارة المناهج بأي تعديلفيها، فإنها ستتعرض لخطر الانتقاد من قبل الصين بأكلمها. وتمنح رابطة الكتاب الصينيينجائزة أدبية على مستوى الصين كل أربعة سنوات، وأسمتها جائزة لوشيون ، وهناك مركز للتدريبالأدبي، يدعى كلية لوشيون للآداب، وحتى الآن يتقدم إليها أكثر من ألف طالب من الكاتبالشباب ذوي الموهبة ليتلقوا التدريب。

  لم يؤثر لوشيون في الأوساط الأدبية في المجتمع الصيني المعاصرفحسب. فكلماته ما زالت إلى الآن تظهر في الصحف والمجلات، وبخاصة عندما يكون هناك أمرسيء أو نكبة، فإن الناس يحبون أن يستشهدوا بنظرياته وآرائه للتفكير في الأمر."أنقذوا الأطفال!" "غاضباً أتحدى ألف إصبع تمتد نحوي، وراضياً أخدمالأطفال كالثور الوديع"، "إذا لم يكن على الأرض طريق، ومشى الكثير من الناس،فسيشقون طريقاً" وغيرها، يستشهد المثقفون بهذه الجمل الشهيرة، وهي في الوقت ذاتهتشكل جزءاً مهماً من نظام المأثورات الصينية。

  وخلال الكثير من التغيرات التي حدثت طوال مائة عام، فإن لوشيونلم يعد اسم شخص فقط، بل غدا مرادفاً روحياً وتقليدياً. لوشيون يعني النقد، المقاومة،اليقظة، التنوير وإنقاذ الأمة، يعني حقيقة استكشاف الروح بكل عزيمة وإرادة، يعني ضوءاًفي ظلام الليل ينفصل عنه، وينير به طريق السائرين نحو النور. وربما، لوشيون يمثل الطريقالذي يرشد العديد من الناس إلى البحث عن الحقيقة والسعي نحو المستقبل. نعم، لقد قالمن قبل، إذا لم يكن على الأرض طريق، وكثر عدد الناس السائرين، فإنهم سيشقون طريقاً".وعلى مدى القرن الماضي، اتبع فيه الأدباء التقليد الأدبي الذي أوجده لو شون، واتخذالعديد من الأدباء الشعار الذي رفعه لوشيون "كشف بقايا المجتمع القديم، حثالناس على الانتباه، "وعلاجهم بأقصى ما يمكن" كرسالة الأدب، ولم يدخروا جهداًفي تأليف أعمال إبداعية تعكس الواقع المعقد لمسيرة تقدم الصين الحديثة، وتتأمل بعمقفي الشخصية الوطنية。

  وأعمال أدبية كأعمال الكاتب الحاصل على جائزة نوبل للآدابعام 2012 (مملكة النبيذ)، (مكابدة الحياة والموت)، (الضفدع)، (الأيل الأبيض) للكاتب(تشين تشونغ شي)، و(أن أعيش) (مذكرات بائع الدماء) للكاتب يوخوا وغيرهم، هذه الأعمالجميعها هي الثمار التي طرحتها شجرة لوشيون. وهؤلاء الكتاب من الكتاب الشباب الذين تلقواالتعليم في كلية لوشيون للآداب، وهم خلفاء لوشيون. ويتردد داخل معظم أعمالهم هتاف لوشيون، وتستخدم طريقته في طرح الأسئلة。

  نعم، ما قدمه الأدب للمجتمع، ليس معالجة المرضى، ولا المدافعللحرب، ولا الطعام أثناء سنوات الجوع، ولا عائدات النقد من التجارة الخارجية، ولا المبانيالكبيرة في المدن، بل ما قدمه هو تصوير روح الأمة، وإلهام عقولها. الأدب، منح الضعيفالقوة، وأعطى الشرير تحذيراً، وفتح عقل الجاهل، وشفا الحزين، وأعطى فاقد الأمل أملاً.منذ أن بدأ الأدب في بناء فكر الأشخاص، قاد الكثير تدريجياً الكثير منهم. يدفع الأدبالناس للتأمل في الإنسان والواقع، وبهذه الطريقة يمكن التحكم في الاتجاه الفكري والثقافيلهذه البلاد. أطلق على الأديب العظيم لوشيون روح الأمة، وذلك لأنه ساهم بشكل إيجابيللغاية في تطور المجتمع عن طريق الأدب。

  وفي نظام المأثورات الصينية، بالإضافة إلى الأدب والفن، شبهلوشيون بأنه مشعل روح الأمة، وبوق كفاح الناس. وهذان تشبيهان لا بأس بهما، فالمشعليبدد الظلام وينير المستقبل، والبوق يوقظ وعي الناس للتقدم إلى الأمام. وكلمات لوشيون، وما تبعه من الكتاب، هي بالضبط المشعل والبوق اللذين أثرا في المجتمع. ولهذا يوجد في الصين مثل قديم يقول، إنالكتاب الذين يدفعون الناس للتأمل العميق من خلال أعمالهم الأدبية، هم قلب المجتمع。

  وهنا أنهي كلمتي، وشكراً لحسن استماعكم!

 

网友评论

留言板 电话:010-65389115 关闭

专 题

网上期刊社

博 客

网络工作室