中国作家网>> 新闻 >> 作家动态 >> 正文

计文君:文学的传承

——从祖先的故事到我们的故事

http://www.chinawriter.com.cn 2014年06月11日14:20 来源:中国作家网

  在这里,我想先讲一个关于讲故事的故事。

  大约两千五百年前,在当时周朝都城的南面,有一片地方被当时的人们称为周南,它的地理范围大致相当于今天中国行政区划中河南省的中南部地区,我的故乡就在那里。周南某条河的沙洲上,几只水鸟关关地叫着,告诉人们,有一段爱情故事正在发生,刚刚过去的那个夜晚,一个年轻人翻来覆去睡不着,他想念着一位美丽的姑娘,他要想尽办法苦苦追求她,为她弹琴,为她歌唱,得不到她的心有多痛苦,获得她的爱情之后又该多幸福……他在叹息:“窈窕淑女,君子好逑”。这是一个质朴的故事,讲述的是当爱情遇到障碍时,人们内心的风景,简单却永恒。这就是我们古老的诗歌典籍《诗经》中的第一篇诗歌《国风·周南·关雎》。在接下来的两千多年中,这样的故事还将无数次发生:三百多年之后,一个生活在汉代、名叫司马相如的年轻人,也在一个夜晚,想起了水鸟鸣叫声中的那句叹息:“窈窕淑女,君子好逑”,他为另一个美丽的女子弹琴唱歌,那个美丽的女子跟随着他的琴声与歌声来到了他的身边,于是,我们有了新的故事——《凤求凰》;一千年后,生活在唐代的另外一个年轻人张珙,同样是在一个春天的夜晚,怀抱关关雎鸠的叹息,弹唱司马相如的琴歌,鼓励他的心上人勇敢地拥抱他们的爱情,于是,我们又有了一个新的故事——《西厢记》……故事还在继续,我们接下还会有《牡丹亭》、《好逑传》、《红楼梦》……故事变得更加复杂,曲折,神奇,丰富,厚重,浩大,但周南水边关关的鸟鸣与叹息,依然在故事的深处回响。祖先的故事给了我们讲述爱情的方式,翻开当代中国作家的作品,同样可以看到《诗经》中的话语,我们还在这样讲述爱情,我们说“所谓伊人,在水一方”,“执子之手,与子偕老”,“一日不见,如隔三秋”……

  这种奇妙而动人的联系,就是我们今天在这里讨论的问题:文学的传承。传承如同生物学上的遗传一样,拥有着神秘而强大的力量。这种神秘而强大的力量,使得我们可以在最年轻的文学作品中发现最古老的文学基因;同样也是传承的力量,使得我们悠久而古老的文学传统,不断得到更新,生长,始终活着。

  传承,是文学中最为基础的问题之一。如同一切文学中的基础问题一样,必然也是文学的根本问题,是每个时代、每个民族的文学都必需面对、必需认真思考的问题。传承,固然需要面向文学的历史,但更为重要的向度,是面向文学的未来。如同世界上所有古老的民族一样,中华民族拥有伟大而辉煌的文学传统。认真思考文学传统,理解并且继承传统,只是传承的一个方面;更为重要的是,你还要在此基础上,创造新的文学传统,成为时代的经典,才能真正完成传承的任务,延续文学的血脉。事实上,任何时代,任何拥有使命感和文学梦想的诗人、小说家、戏剧家,他们都在殚精竭虑地用全部的创作来完成这一任务。

  中国文学史上有一部伟大的小说,它的作者非常杰出地完整了传承的任务,这就是诞生于十七世纪的《红楼梦》。这是一部如同中国古代宫殿群一样庞大恢弘、同时又精美绝伦的小说,不仅在中国,即使在世界范围内,《红楼梦》都享有极高的文学地位。专门以《红楼梦》为研究对象的红学,与敦煌学、甲骨学一样,是世界性的显学。在世界各地著名大学和研究机构中,都可以找到研究《红楼梦》的学者。《红楼梦》描写的人物多达四百多人,被阿根廷小说家博尔赫斯称为迷宫一样的小说,就在上个月,英国《每日电讯报》评选出“亚洲十部最佳小说”,中国古典文学巨著《红楼梦》排名第一。

  《红楼梦》被称为中国古典文学的“集大成之作”。它继承了中国悠久、辉煌的诗歌传统,也继承了厚重、博大的史传传统,继承了《离骚》、《庄子》里瑰丽神奇、通彻天地的浪漫主义的想象力,也继承了中国世情小说精密细致、逼真还原生活的现实主义的观察力。

  这只是《红楼梦》作为优秀传承之作的一个方面,更为重要的另一方面,是它对此后中国小说创作的巨大影响。《红楼梦》是中国小说家的“圣经”,这样的表述应该能够得到很多中国小说家的认同。《红楼梦》的影响问题,是一个大问题,有着大量的相关专著,不是在这里三言两语就能说清楚的。我的博士学位论文《<红楼梦>小说艺术的现当代继承研究》,其中有一章节,就是梳理、分析《红楼梦》在中国现代小说创作中一脉千流的传承谱系,显然有着一张庞大的继承人名单。我在研究中发现,《红楼梦》之所以有今天如此高的文学地位,与它自身的文学成就有关,更与它的“继承人们”有关。

  我在前面说过,传承需要面对传统,但事实上,从来没有一个一成不变地“统”等在那里,像接力棒一样从一代作家手里传到下一代作家手里。这个传统,是一代又一代作家通过自己的创作不断建构出来的。这种建构是一种跨越文化时空的成功对话,是前人的文学作品通过后人的文学实践和理论总结,重新发出的声音。因此,如果没有继承,也就不会有传统,《红楼梦》所建立的伟大的中国小说传统,是通过中国现当代文学几代作家、批评家的创作和研究得以确立的。传承缔造着传统。

  今天,《红楼梦》的这种影响力依然在延续,中国年轻一代的小说家,热爱、重视这本巨著的大有人在。具体到我个人,《红楼梦》宛如母亲和老师的手,把我领入了文学的大门,而且始终滋养着我的创作生命。

  《红楼梦》小说艺术如同一片森林,我这里只能取一片叶子来举例。中国小说在文体上具有“文备众体”的特点,就是小说的文本可以很自然地涵纳诗歌、谜语、甚至戏曲等其他文体。但在《红楼梦》之前,其他文体的进入,通常与小说叙事结合的并不紧密,呈现出一种游离状态,有些时候,甚至可以被理解为作者在小说中炫耀他的诗词才华。但《红楼梦》的作者创造性地利用了中国小说叙事的这一传统,使其他文体的进入有机地服务于小说叙事和人物塑造,同时还利用这些诗词曲赋,建构起了小说叙事与整个中国古代文学史、甚至是整个文化史的互文关系,从而极大地拓展了小说的文化空间和思想空间。

  女主人公黛玉的《葬花吟》是一首优美的长诗,一个有着敏感诗人内心的贵族少女,在春天的时候,流着眼泪,将飘落的花瓣收入锦囊,埋入土中,她在葬花的时候吟诵这首长诗,在长诗中,她深切感受着生命的美丽与脆弱,无助与勇敢,她在对着命运发问……长诗的内容让人联想到中国几千年诗歌长河中的很多著名篇章。《葬花吟》和葬花人一起召唤着读者的审美感受力和文化记忆力。

  《红楼梦》这种互文性的修辞方式,给中国现当代很多小说家以启示,文化小说、诗化小说的出现,与其影响不无关系。

  文学的传承,就是从祖先讲述故事的方式里,发现我们讲述自己故事的方式。这方式也许可以看到某种相似的痕迹,如同父亲和儿子;这方式必然也是不同的,如同儿子和父亲;有时候,这种方式甚至是彻底的颠覆和批判,也如同父亲和儿子。《红楼梦》对于同时代才子佳人小说的颠覆和批判,宛如《唐吉坷德》对于骑士小说的颠覆和批判。

  传承,是文学的现在时,是文学的存在方式,没有传承,就没有充满活力的文学。如果说任何一个民族的文学,都是一条从过去流经现在,并且流向未来的河流,那么传承就是流动本身。

  所以,创造出属于这个时代的《红楼梦》,是中国作家的任务。众所周知,中国拥有古老的历史,中国也拥有日新月异的当下。近三十年的中国经验,即使放在整个人类文明史的坐标系中来看,都是最具文学表达价值的人类经验。对于中国小说家来说,真正的传承就是要讲好今天的中国故事。

  附:阿语

  توارثالأدب

  ــمن حكايات أجدادنا إلى حكاياتنا

  أودهنا أن أتحدث حول حكاية سرد الحكاية。

  قبلحوالي 2500 عام، وفي جنوب عاصمة أسرةتشاو القديمة، كانت هناك منطقة سماها الناس حينذاك بـ تشونان، وكانت مساحتها تعادلمساحة منطقة التقسيم الإداري الجنوبية الصينية فى مقاطعة خنان، حيث مسقط رأسي。

  أعلى جزيرة رملية لنهر ما في تشونان، زقزقت بعضالعصافير، وأخبرت الناس بأن هناك قصة حب تحدث الآن، وفي الليلة الماضية، كان هناكشاب يتقلب في فراشه ولا يستطيع النوم، وكان يشتاق إلى إحدى الفتيات الجميلات،ويفكر بكل الطرق التي توصله إليها، ولها عزف الكمان، وغنى الأغنيات، وعبر فيها عنألمه إذا ما فقدها، وعن سعادته إذا ما نالها......تنهد قائلا: "الفتاةاللطيفة المؤدبة خير زوجة للرجل النبيل". هذه قصة بسيطة، تحكي إذا ما صادفالحب عوائق، فإن الذي داخل فؤاد الشخص، يكون بسيطاً وخالداً. وهذه هي القصيدةالأولى في (كتاب الأغاني) القديم بعنوان (قوو فينغ- جوونان- قوان وي) وخلال الألفي عام التي تلت ذلك، تكررت قصة الحب تلك مراتعدة: بعد مرور ثلاثمائة عام، كان هناك شاب يعيش في عصر خان اسمه سه ما شيانغ رو،وفي إحدى الليالي أيضاً، تذكر تلك الجملة أثناء زقزقة الطيور: "الفتاةاللطيفة المؤدبة خير زوجة للرجل النبيل"، وعزف الكمان وغنى الأغاني لفتاةجميلة أخرى، وهذه الفتاة الجميلة جاءت إلى جانبه عندما سمعت صوت العزف والغناء.وبذلك، أصبح لدينا حكاية جديدة ــ (الرجل العنقاء ينشد المرأة العنقاء): بعد مرور ألف عام، كان جانغ خونغ يعيش في عصر أسرةتانغ، وفي إحدى الليالي الربيعية أيضاً، احتضن صوت العصافير، وعزف وغنى أغنية سيما شيانغ رو، وهو يشجع حبيبته على تقبل حبه بشجاعة، وبهذا، أصبح لدينا قصة جديدةأخرى ــ (قصة حب في الغرفة الغربية)...... وشرعت الحكايات تستمر، فأصبح لدينا (مسرحيةجناح الفاوانيا)، (سيرة البطولة)، (حلم المقصورة الحمراء)...... وأصبحت القصةمعقدة أكثر، وساحرة، وغنية، ومتعددة، إلا أن زقزقة العصافير بجانب النهروتنهيداتها، ما يزال صداها يرن داخل القصص. لقد خلفت لنا قصص القدماء طريقة وصفالحب، وعندما تقلب في الأعمال الإبداعية للأدب الصيني المعاصر، يمكنك أن ترىاقتباسات من (كتاب الأغاني)، فما زلنا نصف قصص الحب بهذه الطريقة، نحن نقول "ذاكالشخص الذي أفكر فيه، في جانب آخر من النهر"، "لتمسك بيدي، ولنكبر سوية"،"يوم واحد من غير أن أراك، وكأنه مرت ثلاث سنوات"。

  هذه الرابطة النادرة والمؤثرة، هي ما سنتناوله في حديثنااليوم: توارث الأدب. فالتوارث مثل علم الوراثة في الأحياء بالضبط، له طاقة غامضةوقوية. وهذه الطاقة، تُظهر لنا أقدم جينات أدبية في أحدث أعمالنا الإبداعية ، وهيطاقة إرث في الوقت نفسه، تجعل من تراثنا الأدبي العريق والقديم، يتجدد باستمرار،وينمو، ويظل حياً。

  ويعد التوارث واحداً من أهم المشكلات الأساسية للأدب.مثله كمثل المشكلات الرئيسية التي يتضمنها الأدب، وهي بالتأكيد المشكلة الأساسية،ويجب على أدب كل عصر وأدب كل أمة أن يواجه تلك المشكلات ويتأملها بدقة. وبالطبعفإننا يجب أن نلتفت إلى تاريخ الأدب، إلا أن ما يجب الاهتمام به بشكل أكبر، هوالالتفات إلى مستقبل الأدب. وكمثل جميع الشعوب القديمة، فإن الصين تمتلك إرثاًأدبياً عظيماً ومشرقاً. إن تأمل الإرث الأدبي بجدية، وفهمه وتوارثه، هو جانب واحدمن جوانب توارث الأدب، والأهم من ذلك، فإننا يجب أن نخلق تراثاً أدبياً جديداً علىهذه القاعدة، ليُكَوِّنَ تراث العصر، ومن هنا يمكنك فقط أن تكمل مهمة التوارث،وتطيل من شرايين الأدب. وفي الحقيقة، فإن كل عصر، وكل شاعر أو روائي أو مسرحي يملكشعوراً بأنه يحمل رسالة ويمتلك حلماً أدبياً، يجبأن يقوم بجعل أعماله الإبداعية تكمل تلك المهمة بأقصى ما يستطيع。

  في تاريخ الأدب الصيني توجد رواية عظيمة، أكمل مؤلفهاإنجاز مهمة التوارث بشكل تام، هذا العمل هو رواية (حلم المقصورة الحمراء) التي أُلِفتفي القرن السابع عشر. وهذا العمل عظيم يشبه القصور الإمبراطورية الصينية، وهيرواية راقية ورائعة، تتبوأ مكانة أدبية عالية، ليس فقط على مستوى الصين، بل علىمستوى العالم أيضاً. ويعتبر المختصون عِلمَ دراسة حلم المقصورة الحمراء، عِلماً ذاخصائص عالمية كعلم دراسة كهوف دونخوانغ وعلم دراسة النقوش على العظام أو دروعالسلاحف، ودائماً ما ستجد باحثاً في (حلم المقصورة الحمراء) في أي جامعة مشهورة أومركز للدراسات. وتصور رواية (حلم المقصورة الحمراء) أكثر من أربعمائة شخصية، وقدسماها الكاتب الأرجنتيني خورخي لويس بورخيس بأنها رواية تشبه المتاهة، وفي الشهرالماضي، حصلت رواية (حلم المقصورة الحمراء) والتي تعد من الكلاسيكيات الصينيةالقديمة على المركز الأول في التقييم الذي أجرته (صحيفة ديلي تلغراف) البريطانيةحول "أفضل عشرة أعمال إبداعية آسيوية"。

  وقد أُطلق على رواية (حلم المقصورة الحمراء) بأنها"العمل المتكامل" في الأدب الكلاسيكي الصيني. فقد أورثت التقليد الشعريالصيني العريق، وأورثت أيضا إرثاً تاريخياً غزيراً وكبيراً، وأورثت القوةالتصويرية الرومانسية الرائعة لكل من قصيدة "لي ساو" و"الفيلسوفالصيني جوانغ تزه"، كما أنها أورثت الوصف الدقيق الحي لقوة الملاحظة بالنسبةللواقعية الاجتماعية الموجودة في الروايات الاجتماعية الصينية。

  وهذا جانب واحد من كون (حلم المقصورة الحمراء) عملاًإبداعياً بارزًا، أما الجانب الأهم، فهي تأثيرها الهائل على الروايات الصينية التيتلتها. إن (حلم المقصورة الحمراء) هو "إنجيل" الكُتاب الصينيين، وعلىالأرحج سيلقى هذا القول قبولاً لدى العديد من الكتاب الصينيين. وإن مسألة تأثير(حلم المقصورة الحمراء) هي مسألة كبيرة، وهناك الكثير من الدراسات التي أجريت حولهذا الموضوع، ولا يمكن أن نوضحها باختصار. وكان بحثي في درجة الدكتوراه "حلمالمقصورة الحمراء" دراسة حول توارث أدب الرواية في الأدب الحديث والمعاصر)،ويوجد فصل يحلل ويستقصي جميع الأعمال الإبداعيةالتي تفرعت عن (حلم المقصورة الحمراء)، وبالطبع كانت هناك قائمة ضخمة. واكتشفتأثناء بحثي، أن تلك المكانة الأدبية العالية التي تتبوؤها رواية (حلم المقصورةالحمراء)، لها علاقة بمنجزات الأدب، ولها علاقة أكثر بمن توارثوها。

  ولقد ذكرتُ سابقاً، أن التوارث يجب أن يواجه التقاليد،ولكن في الحقيقة، لا يوجد أي "تقليد" ثابت لا يتغير، فهو يشبه العصا، يُسَلمُمن يد كُتاب عصر إلى يد كُتاب العصر الذي يليه. وهذا التقليد، يتشكل من خلالإبداعات الكُتاب في كل عصر. وهذا التكوين هو نوع من الحوار الناجح الذي يعبرالفضاء الثقافي، وهو صدى صوت أدب القدماء الذي يرن عبر الممارسات الأدبية وتلخيص النظرياتلمن تبعهم. وبهذا، فإذا لم يكن هناك إرث، فلن تكون هناك تقاليد، وتقاليد الروايةالصينية التي أنشأتها رواية (حلم المقصورة الحمراء)، قد أُرسِيت قواعدها من خلالالأعمال الإبداعية والدراسات لكُتاب ونُقاد الأدب الصيني الحديث والمعاصر.فالتوارث ينشئ التقاليد。

  وما يزال تأثير (حلم المقصورة الحمراء) مستمراً إلىيومنا هذا، فالكتاب الصينيين الشباب، يحبون، ويهتمون بهذا العمل الضخم. وأنا شخصياًأعتقد بأن (حلم المقصورة الحمراء) بالنسبة لي هو يد الأم والمدرس، ترشدني إلى بابالأدب، وتغذي حياة أعمالي الإبداعية。

  إن رواية (حلم المقصورة الحمراء) تشبه الغابة، وهنايمكنني أن أقطف ورقة منها لأضرب بها مثالاً. إن الروايات الصينية من حيث الشكلالأدبي تحمل خاصية "التجميع"، وهو أن يحمل الشكل الأدبي للرواية شعراً، ألغازاً،حتى المسرحية وغيرها من الأشكال الأدبية。

  ولكن قبل ظهور رواية (حلم المقصورة الحمراء)، كانت مقدمةالشكل الأدبي دائماً ما تكون غير محكمة في ارتباطها مع سرد الراوية، وتُظهر حالةمن الانعزال، وفي بعض الأحيان، كان يُفهم بأن الكاتب يستعرض مهارته الشعرية داخلالرواية。

  إلا أن مؤلف (حلم المقصورة الحمراء) قد سخَّر تقليد سردالرواية الصينية في إبداعه، وجعل مدخل الشكل الأدبي يخدم بمهارة السرد وتصويرالشخصيات، كما أنه استخدم الشعر الصيني، وشكل بذلك علاقة تناصية بين السرد وبين كلٍّمن تاريخ الأدبي الصيني القديم، وحتى بين تاريخ الثقافة بأكمله، وبهذا وسع بشكلالكبير الفضاء الثقافي والبعد الفكري في الرواية。

  فقصيدة (أغنية دفن زهرة) هي شعر طويل لإحدى بطلات رواية(حلم المقصورة الحمراء) تدعى داي يو، وهي قصيدة رائعة، تحكي عن فتاة من إحدى العائلاتالنبيلة ذات قلب حساس، وفي الربيع، وضعت بتلة زهرة تتمايل داخل صرة حريرية، وعندمادفنتها داخل التراب، تغنت بتلك القصيدة، وفي القصيدة، كانت تشعر بجمال الحياةوهشاشتها، بالضعف والقوة، وكانت تتوجه بأسئلتها إلى القدر......إن محتوى الشعرالطويل يذكر المرء بالكثير من الأعمال التي ألفت منذ آلاف السنوات في الصين.وقصيدة (أغنية دفن زهرة) وصاحبتها تنشد قوة الحس الجمالي لدى القارئ وقوة الذاكرةالثقافية。

  و(حلم المقصورة الحمراء) ذو الشكل البلاغي التناصي، قد أنارالكثير من كُتاب الأدب الصيني الحديث والمعاصر، وظهور الراوية الثقافية والروايةالشعرية له علاقة وثيقة بها。

  وتوارث الأدب، بدأ من طريقة حكي القدماء للقصص، حتىاكتشفنا نحن طريقتنا الخاصة في حكيها. وربما ترى في تلك الطرق نوعاً من الآثارالمتشابهة، كالأب وابنه، وهذه الطريقة ليست بالضرورة أن تكون مختلفة أيضاً، كالابنوالأب، وفي بعض الأحيان، تكون هذه الطريقة مدمرة ومليئة بالنقد تماماً، كالأبوالابن. فالنقد والنقض والتدمير الذي وجهته رواية (حلم المقصورة الحمراء) للرواياتالرومانسية في ذاك العصر، يشبه النقد والنقض والتدمير الذي وجهته رواية (دونكيشوت) لروايات الفرسان。

  إن توارث الأدب، هو الوقت الحالي للأدب، هو الوسيلةلوجود الأدب، إذا لم يوجد توارث، لن يكون هناك أدب نابض بالحياة. وإذا تحدثنا عنأدب أية أمة، فهو عبارة عن نهر يبدأ من الماضي عابراً بالحاضر، ويستمر في جريانهإلى المستقبل، والتوارث هو قوة الجريان بذاتها。

  ولهذا، فإن إنتاج أعمال أدبية تناسب هذا العصر كـ (حلمالمقصورة الحمراء)، هو مهمة الكتاب الصينيين. وكما هو معروف، فإن لدى الصين تاريخاًعريقاً، وتمتلك كل يوم أشياء جديدة. وحتى لو وضعنا خبرة الصين خلال الثلاثين عاماًالأخيرة في نظام إحداثيات تاريخ الحضارة الإنسانية بأكلمها، فإنها ستكون الخبرةالأكثر امتلاكا للقيمة التعبيرية الأدبية. وبالنسبة للكتاب الصينيين، فإن توارثالأدبي الحقيقي هو حكي قصص الصين التي تقع في الحاضر。

 

网友评论

留言板 电话:010-65389115 关闭

专 题

网上期刊社

博 客

网络工作室